الرجل الوحيد والمرايا
ذات يوم،قرر رجل وحيد..وحيد جدا أن يحيا الزحام..ولأنه كان يخشى الناس،فكر فى طريقة تمكنه من تحقيق مايريد دون أن يضطر لمشاركة الأخرين نفس الهواء.
جلب الرجل مرآة كبيرة،وهى الأضخم فى البلدة كلها..وراح يقذف بها مرة بعد مرة الى الجدران..وفى كل مرة كانت المرآة تتفتت الى قطع اصغر فاصغر..حتى صارت قطع المرايا الصغيرة موزعة على كل ركن فى البيت وكلما تحرك الرجل فى ارجاء داره كان يراى أجزاء منه تتحرك حوله،كلا على حدة:أصابع،تفصيلة من الوجه،هنا واخرى هناك..حركة من القدم او التفافة من العين...
أحس الرجل أخيرا أنه لم يعد وحيدا وشعر بسعادة غامضة..ولكنه بقدر فرحته،بقدر ماأحبطه انه لايملك بين الأف الصور التى تعيش حوله شخصا وحدا مكتملا.
الأدهى ان الرجل بدأ يشعر بالملل بعد عدة ايام ،خاصة ان أجزاءه حين يحدق فيها لاتشبهه مثلما تبدو وهى مكتملة ومتجاورة فى جسده..وخاف الرجل لانه بدأ يشعر انه صار غريبآ عن نفسه!
فكر الرجل متحسرآ:لقد صرت اكثر وحدة.. لان على الأن ان أغادر صورتى نفسها..ماذا أفعل؟!
أراد الرجل أن يعود لوحدته..فبدأ يلم قطع المرايا ويقذف بها من النافذة وكلما تخلص من قطعة كان اح الملامح الحقيقية فى جسده يختفى ولكنه لم يشعر بذلك احتاج منه الامر وقت طويل لان قطع الزجاج كانت بالاف وكان الرجل يندهش قليلا عندما تجرحه قطعه من الزجاج لانه لم يكن يتالم او تنزل منه دماء..ولكنه رغم ذلك لم يكتشف انه يتحول لحظة بعد اخرى الى شخص غير مرئى.
انتهى اخيرا من مهمته وفى هذه الحظة اكتمل اختفاء جسده...جلس شاعرا بالراحة الشديده..وقد قرار ان يهزم وحدته بشكل حقيقى قال لنفسه سانزل الى الشارع والتقى اناسا حقيقين وكان قد ادرك اخيرا انه لايمكن ان يهزم الوحدة بمزيد من الوحدة.
بدأ يتحرك فى الشوارع ويجلس على المقاهى ولكن احدآ لم يكن يراه بدأ يتطفل ويتحدث ويعرف نفسه للناس ولكن احدآ لم يكن يسمع صوته.
عاد الرجل الى بيته محبطا وبينما هو جالس يفكر فى الموت سمع طرقا على الباب نهض بسرعة وفتح فقد كانت المرة الاولى التى يترك فيها شخص بابه منذ سنوات بعيدة.
فتح الرجل الباب ملهوفا وكاد يسقط من رعب الصدمة فقد وجد قبالته شخصا هو نسخة منه كانه ينظر الى نفسه فى المرآة.
من ات؟!
هتف الجل مرعوبا،وأجاب الأخر:
أنا انت لقد قذفت بأجزائى بقسوة ودون رحمة من نافذتك ولكنها اجتمعت من جديد حتى صرت شخصا مكتملا ولكننى الان أفضل حالا منك.. أتدرى لماذا؟! لأن كل الناس ترانى وتتحدث معى اما انت فصرت غير مرائى ولايمكن لاحد سواى ان يراك اويسع صوتك.
أنا غير مرائى؟!
نعم انظر لجسدك ولو لمرة منذ قذفت بقطع المرايا؟!
لم افعل لاننى اشعر بوجودى واتنفس واحيا.
وجودك بلا معنى ان لم يراه الاخرون.
فجأة عبر الاخر عتبة الشقة واغلق الباب خلفه وجلس على احدى الارائك.
قال لابد الان ان يموت احدنا حتى لايصبح واحد منا مجرد صورة لاخر انت شخص حقيقى من لحم ودم ولكن لا احد يراك وانا مجرد شبح صورة ولكن الجميع يروننى ويتعاملون معى ككائن حقيقى.
هتف الرجل:لكن تذكر لو مات احدنا لن يعيش الاخر وقبل ان يجيب الاخر قفز الرجل وحتضنه انطبق جسدهما واتحدا وبعد لحظات من الألم والشعور بالذوبان والاحتراق صارا جسدا وحدا وعاد الرجل مرئيا ليبدأ حياة جديدة شعر اخيرا بالسعاده رغم انه احس بمجرد ان لامست خطواته الشارع انه صار شخصآ ثالثآ....ولد الأن فقط!
تذكر دائمآ
وجودك بلا معنى أن لم يره الآخرون
ذات يوم،قرر رجل وحيد..وحيد جدا أن يحيا الزحام..ولأنه كان يخشى الناس،فكر فى طريقة تمكنه من تحقيق مايريد دون أن يضطر لمشاركة الأخرين نفس الهواء.
جلب الرجل مرآة كبيرة،وهى الأضخم فى البلدة كلها..وراح يقذف بها مرة بعد مرة الى الجدران..وفى كل مرة كانت المرآة تتفتت الى قطع اصغر فاصغر..حتى صارت قطع المرايا الصغيرة موزعة على كل ركن فى البيت وكلما تحرك الرجل فى ارجاء داره كان يراى أجزاء منه تتحرك حوله،كلا على حدة:أصابع،تفصيلة من الوجه،هنا واخرى هناك..حركة من القدم او التفافة من العين...
أحس الرجل أخيرا أنه لم يعد وحيدا وشعر بسعادة غامضة..ولكنه بقدر فرحته،بقدر ماأحبطه انه لايملك بين الأف الصور التى تعيش حوله شخصا وحدا مكتملا.
الأدهى ان الرجل بدأ يشعر بالملل بعد عدة ايام ،خاصة ان أجزاءه حين يحدق فيها لاتشبهه مثلما تبدو وهى مكتملة ومتجاورة فى جسده..وخاف الرجل لانه بدأ يشعر انه صار غريبآ عن نفسه!
فكر الرجل متحسرآ:لقد صرت اكثر وحدة.. لان على الأن ان أغادر صورتى نفسها..ماذا أفعل؟!
أراد الرجل أن يعود لوحدته..فبدأ يلم قطع المرايا ويقذف بها من النافذة وكلما تخلص من قطعة كان اح الملامح الحقيقية فى جسده يختفى ولكنه لم يشعر بذلك احتاج منه الامر وقت طويل لان قطع الزجاج كانت بالاف وكان الرجل يندهش قليلا عندما تجرحه قطعه من الزجاج لانه لم يكن يتالم او تنزل منه دماء..ولكنه رغم ذلك لم يكتشف انه يتحول لحظة بعد اخرى الى شخص غير مرئى.
انتهى اخيرا من مهمته وفى هذه الحظة اكتمل اختفاء جسده...جلس شاعرا بالراحة الشديده..وقد قرار ان يهزم وحدته بشكل حقيقى قال لنفسه سانزل الى الشارع والتقى اناسا حقيقين وكان قد ادرك اخيرا انه لايمكن ان يهزم الوحدة بمزيد من الوحدة.
بدأ يتحرك فى الشوارع ويجلس على المقاهى ولكن احدآ لم يكن يراه بدأ يتطفل ويتحدث ويعرف نفسه للناس ولكن احدآ لم يكن يسمع صوته.
عاد الرجل الى بيته محبطا وبينما هو جالس يفكر فى الموت سمع طرقا على الباب نهض بسرعة وفتح فقد كانت المرة الاولى التى يترك فيها شخص بابه منذ سنوات بعيدة.
فتح الرجل الباب ملهوفا وكاد يسقط من رعب الصدمة فقد وجد قبالته شخصا هو نسخة منه كانه ينظر الى نفسه فى المرآة.
من ات؟!
هتف الجل مرعوبا،وأجاب الأخر:
أنا انت لقد قذفت بأجزائى بقسوة ودون رحمة من نافذتك ولكنها اجتمعت من جديد حتى صرت شخصا مكتملا ولكننى الان أفضل حالا منك.. أتدرى لماذا؟! لأن كل الناس ترانى وتتحدث معى اما انت فصرت غير مرائى ولايمكن لاحد سواى ان يراك اويسع صوتك.
أنا غير مرائى؟!
نعم انظر لجسدك ولو لمرة منذ قذفت بقطع المرايا؟!
لم افعل لاننى اشعر بوجودى واتنفس واحيا.
وجودك بلا معنى ان لم يراه الاخرون.
فجأة عبر الاخر عتبة الشقة واغلق الباب خلفه وجلس على احدى الارائك.
قال لابد الان ان يموت احدنا حتى لايصبح واحد منا مجرد صورة لاخر انت شخص حقيقى من لحم ودم ولكن لا احد يراك وانا مجرد شبح صورة ولكن الجميع يروننى ويتعاملون معى ككائن حقيقى.
هتف الرجل:لكن تذكر لو مات احدنا لن يعيش الاخر وقبل ان يجيب الاخر قفز الرجل وحتضنه انطبق جسدهما واتحدا وبعد لحظات من الألم والشعور بالذوبان والاحتراق صارا جسدا وحدا وعاد الرجل مرئيا ليبدأ حياة جديدة شعر اخيرا بالسعاده رغم انه احس بمجرد ان لامست خطواته الشارع انه صار شخصآ ثالثآ....ولد الأن فقط!
تذكر دائمآ
وجودك بلا معنى أن لم يره الآخرون