يرسخ في أذهان معظم المحبين أن القلب هو المسئول عن مشاعر الحب أو الكراهيه، فالقلب ليس له علاقة بالحب أو المشاعر الإنسانية، وإنما تؤول المسئولية في هذا الأمر إلى المخ، وهذا ما اكتشفه علماء بريطانيون، أن السر في حب أشياء معينة دون أخرى، هو مسئولية مراكز المخ التى تتكون فيها مشاعر الكراهية لدى الإنسان قبل أن تظهر على سلوكه.
ومما يفسر بقاء الأزواج معا لمدة طويلة قد تستمر إلى نهاية العمر، توصل مجموعة من العلماء الأمريكيين إلى أن الحب يصل بالأزواج إلى حالة من الإدمان لبعضهما البعض.
وخلص العلماء من إجراء أبحاثهم على فئران الحقل، وهي تتزاوج مع نفس الشريك طوال مدة حياتها، أن هناك غدتين في مقدمة الرأس لهما دور أساسي في الشعور بالارتباط وهما نفس الغدد التي تدفع الإنسان إلى الإدمان على المخدرات والجنس والطعام، ومن هنا توصل العلماء إلى أن أن الوقوع في الحب يزيد من إفراز هذه الغدة.
أما فيما يخص مشاعر الحب الخاصة بالأمومة، فبعكس ما قد يتصور من أن الحب والحنان الزائد الذى تمنحه الأم لوليدها يربى أولاداً ضعيفي البنية والشخصية، أكد المحلل النفسانى الن براكونيه فى كتابه الأم و الابن، أنه كلما كانت الأم محبة، زادت فرص الأبن فى أن يكون رجلاً سعيداً.
ويقول المؤلف إن الأم كثيراً ما اتهمت بأن العلاقة الوثيقة بينها و بين ابنها هى المسئولة عن الصعوبات التى يواجهها هذا الأبن، وكذلك صورة الأم التي تفرط فى العناية بأولادها قد فسرها البعض بأنها سلبية، ولكن هذه الاتهامات كما جاء
أن الحب الذي تمنحه الأم لأولادها يجعلهم أقوياء.
الحب أقوي بين الحيوانات
وفي دلالة على أنه فطرة تسري على جميع المخلوقات، تتجلى مشاعر الحب في عالم الحيوان، لتبهرنا بذلك العالم الذي قد يكون الحب فيه أصدق مما لدى البشر، بل إنه تسري عليه كل مفردات الحب بما فيها من الحب المتصابي، فقد نشر علماء البحار بمركز الحياة البحرية بالسويد قصة إخطبوط عجوز يبلغ من العمر خمس سنوات ويزن حوالي 52 رطل، وقد وقع في غرام أثنى أخطبوط صغيرة السن وجذابة.
ويشير العلماء إلى أن هذا الإخطبوط الذي يعيش في المحيط الهادي قد تغير لونه عندما رآها وقام بضمها بأذرعه الثمانية ثم انسحب الاثنين إلى ركن منعزل ليتعرف كلا منهما على الأخر أكثر، وعندما هربت منه طاردها وضمها مرة أخرى واستمرت بين أذرعه لمدة 8 ساعات.
ويتمنى العلماء أن يكون التزاوج تم في هذه الفترة حيث تغير لون الإخطبوط بعد الانفصال إلى الأبيض ثم الأحمر المضيء.
وفيما يتعلق بأصغر الطيور الذي يحمل اسم الحب في اسمه، ويتميز بأنه أكثر الحيوانات وفاءً للشريك، أوضح المتخصصون فى علوم الطيور أن أصغر أنواع الببغاوات في العالم الذي يطلق عليه اسم طائر الحب، وقد سمى بهذا الاسم لتعلق الزوج الواحد منه ببعضهما البعض تعلقاً شديداً، فإن فقد أحدهما فلا يمكن تعويضه بسهولة، إذ يرفض الفرد الآخر الارتباط مع غيره، ولطائر.
ويعد هذا الطائر من أكثر الطيور الزينة ، فهو يتميز بصغر حجمه و جمال شكله وتنوع ألوانه ونشاطه وحيويته العالية، كما أن طيور الحب مليئة بالطاقة سواء عند تحيتهم لليوم الجديد أو عند بنائهم للعش، كما أن مشاهدتهم و اللعب معهم ممتع للغاية.